تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس}

صفحة 511 - الجزء 1

  وقيل: عدة مبتذلة لكل حق وباطل، وكل ما أعد للشيء قيل له: عرضة، قال الشاعر⁣(⁣١):

  فهذي لأيام الحروب وهذه ... للهوي وهذي عرضة لارتحاليا

  والمعنى على الأول: لا تجعلوا اليمين مانعة عن فعل الخير، وعلى الثاني: لا تجعلوا اليمين عدّة في أموركم.

  وقوله تعالى: {لِأَيْمانِكُمْ} أي: للشيء الذي يحلف عليه، وسمي المحلوف عليه يمينا لتلبسه باليمين، ولهذا قال ÷ لعبد الرحمن بن سمرة: (إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها، فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك).

  وقوله تعالى: {أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ} فيه وجوه:

  الأول: أن قوله: {أَنْ تَبَرُّوا} عطف بيان {لِأَيْمانِكُمْ} أي: الأمور المحلوف عليها هي {أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ}.

  الثاني: أن التقدير أن لا تبروا فحذف لا كما ورد حذفها في قول امرؤ القيس:

  فقلت يمين الله أبرح قاعدا ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي

  الثالث: أن التقدير لترك البر، فحذف المضاف⁣(⁣٢)، فالمعنى: لا تحلفوا على ترك البر والتقوى. هذا قول أبي العباس⁣(⁣٣)، والثاني لأبي عبيدة.

  الرابع: أن التقدير الاثبات، أي: لتبروا، معنى {تَبَرُّوا} يعني تبروا


(١) نسبه في القرطبي لعبد الله بن الزبير، ولم ينسبه إلى أحد في الحاكم، ولا في مجمع البيان.

(٢) أي: ترك، وأقيم المضاف إليه مقامه، وهو أن تبروا لأنه في معنى البر.

(٣) أبي العباس هو: المبرد