تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين}

صفحة 499 - الجزء 4

  قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}⁣[الشعراء: ١٢٨ - ١٣٠]

  الريع: المكان المرتفع.

  والآية: العلم المرتفع؛ يهتدون بها.

  وقيل: بزوج الحمام تعبثون أي: تبنون ما لا تحتاجون.

  وقوله: {وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}

  قيل: الجبار الذي يضرب ويقتل على الغضب.

  وقيل: يبادر بتعجيل العذاب من غير نظر في العواقب.

  والمصانع: مآخذ الماء، وقيل: القصور.

  ثمرة ذلك:

  كراهة الأبنية المرتفعة المستغنى عنها، وقد روي في السنة كراهة ذلك، وقد أفرد الحاكم | في السفينة بابا في اتخاذ البناء، وروى أخبارا وآثارا.

  منها: ما روى أبو هريرة عنه ÷ أنه قال: «إذا أراد الله بعبد شرا هلك ماله في الماء والطين».

  قال: وعنه ÷: «من بنى فوق ما يكفيه جاء يوم القيامة حامله على عنقه».

  وعن وهب قال: مما أنزل الله تعالى: «من استغنى بأموال الفقراء أفقرته، ومن تجبر على الضعفاء أذللته، ومن بنى بقوة الفقراء أعقبت بناءه الخراب» إلى غير ذلك.

  والذي يأتي على أصول الشريعة أن البناء ينقسم: إلى محظور، ومكروه، وواجب، ومندوب، ومباح.