تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}

صفحة 242 - الجزء 1

  باجتهاد، ثم تغير اجتهاده أنه لا يجب عليه إعادة؛ لأنه قيل لما حولت القبلة: قال ناس: كيف بأعمالنا التي كنا نعمل في قبلتنا الأولى؟ روي ذلك عن ابن عباس، وقتادة، والربيع.

  وقيل: المراد: {لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ} بترك ما هو أصلح لكم، وهو التحويل.

  قوله تعالى: {قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}⁣[البقرة: ١٤٤]

  النزول

  قيل: وعد رسول الله ÷ بتحويل القبلة عن بيت المقدس، ولم يبين إلى أين تحول، فكان يقلب طرفه في السماء، توقعا لما وعد به.

  وقيل: كان يحب الكعبة؛ لأنها قبلة أبيه إبراهيم #، ولأنها أدعى للعرب؛ لأنها مفخرهم، ومطافهم، فدعى الله بتحويل القبلة إليها، بعد أن أذن له بالدعاء؛ فكان يقلب طرفه في السماء انتظارا لنزول جبريل # بالتحويل فنزلت هذه الآية.

  وروي أنه ÷ كان يصلي بمكة، ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس.

  وقيل: بل كان يصلي إلى بيت المقدس، وهو بمكة.

  وقيل: كانت صلاته في مكة إلى الكعبة، فلما هاجر أمر بالتوجه إلى بيت المقدس، وصلى إليه، قيل: ستة عشر شهرا، وقيل: سبعة عشر شهرا، ونزلت الآية بالتحويل إلى الكعبة، قال ابن عباس: أمر القبلة أول ما نسخ من القرآن، وعن جعفر بن مبشر: هذا مما نسخت السنة فيه بالقرآن.