قوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}
  باجتهاد، ثم تغير اجتهاده أنه لا يجب عليه إعادة؛ لأنه قيل لما حولت القبلة: قال ناس: كيف بأعمالنا التي كنا نعمل في قبلتنا الأولى؟ روي ذلك عن ابن عباس، وقتادة، والربيع.
  وقيل: المراد: {لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ} بترك ما هو أصلح لكم، وهو التحويل.
  قوله تعالى: {قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}[البقرة: ١٤٤]
  النزول
  قيل: وعد رسول الله ÷ بتحويل القبلة عن بيت المقدس، ولم يبين إلى أين تحول، فكان يقلب طرفه في السماء، توقعا لما وعد به.
  وقيل: كان يحب الكعبة؛ لأنها قبلة أبيه إبراهيم #، ولأنها أدعى للعرب؛ لأنها مفخرهم، ومطافهم، فدعى الله بتحويل القبلة إليها، بعد أن أذن له بالدعاء؛ فكان يقلب طرفه في السماء انتظارا لنزول جبريل # بالتحويل فنزلت هذه الآية.
  وروي أنه ÷ كان يصلي بمكة، ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس.
  وقيل: بل كان يصلي إلى بيت المقدس، وهو بمكة.
  وقيل: كانت صلاته في مكة إلى الكعبة، فلما هاجر أمر بالتوجه إلى بيت المقدس، وصلى إليه، قيل: ستة عشر شهرا، وقيل: سبعة عشر شهرا، ونزلت الآية بالتحويل إلى الكعبة، قال ابن عباس: أمر القبلة أول ما نسخ من القرآن، وعن جعفر بن مبشر: هذا مما نسخت السنة فيه بالقرآن.