تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين}

صفحة 297 - الجزء 3

  قوله تعالى: {فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}⁣[الأعراف: ١٨٩]

  ثمرة هذه الآية: أنه تعالى لما قال: {فَلَمَّا أَثْقَلَتْ} جعل حال الإثقال يخالف ما قبله، وأنه يختص بالدعاء؛ لأجل أنه حال الخوف، وقد ذهب الهادي # أن الحامل إذا أتى عليها من الحمل ستة أشهر كان تصرفها كتصرف المريض ينفذ من الثلث⁣(⁣١)، وهو قول مالك، والليث، واحتجوا بالآية لأنه تعالى فرق بين حال الخفة والإثقال.

  وقال المؤيد بالله، وأبو العباس، وأبو حنيفة، والشافعي: تصرّفها من الجميع ما لم يأخذها الطلق.

  قلنا: إنه يجوز عليها بعد الستة وضع الحمل في كل وقت، فدلت الآية على أنه يجوز الدعاء بطلب أمور الدنيا، وأن حصول الولد منّة يشكر عليها.

  وقوله تعالى: {جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ}⁣[الأعراف: ١٩٠]

  والضمير يرجع إلى الولدين الذكر والأنثى لا إلى آدم وحواء، وقد فسر الشرك في أولادهما بأنهم جعلوا الخلق والنعم إضافة إلى غير الله، ولهذا سموا أولادهم عبد مناف، وعبد العزى، وعبد اللات، وعبد الدار، وعبد شمس، مكان عبد الله، فيحصل من هذا كراهة التسمية بهذه الأسماء ونظائرها، وأما عبد النبي، وعبد الإمام فهل يكره⁣(⁣٢) ...


(١) وهذا هو المختار للمذهب.

(٢) بياض في الأصل قدر سطر.