تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى {وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس}

صفحة 155 - الجزء 2

سورة آل عمران⁣(⁣١)

  

  قوله تعالى {وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ}⁣[آل عمران: ٣ - ٤]

  قال جار الله ¦: من قال: نحن متعبدون بشرائع من قبلنا جعله للعموم⁣(⁣٢)، ومن ثمّ قال لقوم موسى وعيسى، هذا معنى كلامه.

  قوله تعالى: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ}⁣[آل عمران: ١٤]

  عدها من متاع الحياة الدنيا، وهذا حيث لم تعد للجهاد في سبيل الله، والمسومة: هي المعلمة. وقيل: المطهمة، وهي التامة الخلق، وقيل: المرعية.

  أما لو أعدت للجهاد، فذلك من أعمال الآخرة.

  نكتة من الثعلبي: بالإسناد إلى رسول الله ÷ قال: (لما أراد الله تعالى أن يخلق الخيل، قال للريح الجنوب: إني سأخلق منك خلقا فأجعله عزا لأوليائي، ومذلة على أعدائي، وجمالا لأهل طاعتي، فقالت الريح: اخلق فقبض منها قبضة فخلق فرسا، فقال: جعلتك عربيا، وجعلت الخير معقودا بناصيتك، والغنائم مجموعة على ظهرك، عطفت


(١) وفيها ست وخمسون آية.

(٢) يقال: هو للعموم؛ إذ فيه ما يثير دفائن العقول على النظر والتفكر.