تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}

صفحة 210 - الجزء 1

  وقراءة نافع، ويعقوب تَسْأَلْ بالجزم، وفتح التاء على النهي، وفي ذلك وجوه ثلاثة:

  الأول: أن الله تعالى نهاه عن الإهتمام بأعداء الله، روي أنه قال: ليت شعري ما فعل أبواي فنزلت. روي ذلك عن ابن عباس، ومحمد بن كعب

  قال الحاكم⁣(⁣١): الخبر من أخبار الآحاد، وتبعد صحة الرواية لذلك عن ابن عباس⁣(⁣٢)

  الوجه الثاني: أن يكون على طريق التعظيم لما أعد لهم كما يقال: لا تسأل عن فلان، قد صار إلى أمر عظيم.

  الوجه الثالث: مروي عن القاضي: أن المراد لا تسأل عن حال المطيع والعاصي في الحال والوقت، فقد يتغير حالهم، فذلك غيب لا تسأل عنه.

  قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}⁣[البقرة: ١٢٤]

  اعلم أنه يتحصل من تفسير هذه الآية الكريمة فوائد، وأحكام، وثمرات ذات أكمام.


(١) ولفظ الحاكم في التفسير (قيل: قال رسول الله: ليت شعري ما فعلت أبواي فنزلت الآية {إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً} عن ابن عباس ومحمد بن كعب، وهذا الخبر من آخبار الآحاد، ويبعد أن يصح ذلك عن ابن عباس). قال في (ح / ص). لعله يريد أن ابن عباس كثيرا ما يروى إسلام أبوي النبي ÷ عنه وعن غيره.

(٢) يريد أن ابن عباس كثيرا ما يروي إسلام أبوي النبي ÷، واشتهر ذلك عنه وعن غيره.