تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}

صفحة 206 - الجزء 4

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ}

  في هذا أقوال للمفسرين:

  الأول: أنّ المعنى - بذكر الله - أن يذكر كلمة الاستثناء، وهو: {أَنْ يَشاءَ اللهُ} إذا نسيها، وهذا حث على ذكرها.

  قال ابن عباس: ولو إلى سنة، وهكذا: عن ابن جبير.

  وعن طاوس، والحسن: ما دام في مجلسه.

  وعن عطاء: له مقدار حلب ناقة غزيرة

  وعن عامة الفقهاء: لا أثر له ما لم يكن متصلا، وهذا قول الأئمة، إلا الناصر.

  قال في الكشاف: وروي أن المنصور⁣(⁣١) استحضر أبا حنيفة لينكر عليه مخالفة ابن عباس في الاستثناء، فلما أنكر عليه قال أبو حنيفة: هذا يرجع عليك؛ لأنك تأخذ الناس في البيعة بالأيمان، أفترضى أن يخرجوا من عندك ثم يستثنون، فاستحسن كلامه ورضي عنه.

  وقد رخص من شرط الاتصال في التنفس، وبلع الريق، وبدور القيء فهذا لا يقطع.

  وقيل: المعنى اذكر الله بالتسبيح إذا نسيت كلمة الاستثناء، وهذا أيضا حث عليها.

  وقيل: اذكر الله تعالى إذا تركت بعض ما أمرك.

  وقيل: اذكر الله إذا اعتراك النسيان لتذكر المنسي.

  وقيل: اذكر ربك بالاستغفار إذا عصيت: عن عكرمة.


(١) أبو الدوانيق تمت.