تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين}

صفحة 148 - الجزء 3

  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}⁣[المائدة: ٥٧]

  قال الحاكم: دلت على وجوب موالاة المؤمنين، ومعاداة الكافرين، والمراد به في أمر الدين كما تقدم، ودلت على أن الهزؤ بالدين كفر، وأن هزله كجدّه، وكان نزولها في بعض أهل الكتاب، كانوا يهزءون بالمؤمنين إذا صلوا.

  وقوله تعالى: {وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً}⁣[المائدة: ٥٨]

  دلت على أن للصلاة نداء وهو الأذان، ونزولها أن مؤذني رسول الله ÷ كانوا إذا أذنوا استهزأ بهم اليهود.

  قال في الكشاف: وكان رجل من النصارى بالمدينة إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدا رسول الله، قال: حرّق الكاذب، فدخلت خادمته بنار ذات ليلة وهو نائم فتطايرت منها شرارة في البيت، فاحترق البيت واحترق هو وأهله، وفي الآية دلالة بنص الكتاب على ثبوت الأذان، وتفريع مسائل الأذان مأخوذ من السنة.

  وقوله تعالى: {وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ} دلالة على تحريم الرشا؛ لأن ذلك ورد في كبرائهم، فحكى أنهم يسترشون.

  وقوله تعالى:

  {وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا}⁣[المائدة: ٦٤]

  في هذه الآية دلالة على جواز لعن اليهود، ولا إشكال أن ذلك جائز على طريق العموم.