قوله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق}
  وثمرة ذلك وجوب التفكر في آيات القرآن الكريم الذي يؤديه تدبره إلى معرفة التأويلات الصحيحة، والمعاني الحسنة، فيكون من جملة علوم الدين.
  قال جار الله: من اقتنع بظاهر المتلو لم يحظ منه بكثير طائل، وكان مثله كمثل من له لقحة درور لا يحتلبها، ومهرة نثور لا يستولدها، النثور كثيرة الولد.
  وعن الحسن: قد قرأ القرآن عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله حفظوا حروفه، وضيعوا حدوده، حتى أن أحدهم يقول: والله لقد قرات القرآن فما أسقطت منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى للقرآن عليه أثر في خلق ولا عمل، والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، والله ما هؤلاء بالحكماء ولا الوزعة، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء، يريد بالوزعة منه له وازع أي: مانع.
  ومن دعاء جار الله، اللهم اجعلنا من العلماء المتدبرين، وأعذنا من القراء المتكبرين.
  ولقراءة القرآن آداب من مهماتها حضور القلب، وتدبر ما انطوى عليه من منافع الدنيا والآخرة.
قوله تعالى: {وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ}[ص: ٣٠ - ٣٣]
  ثمرات: الآية أن الولد الصالح نعمة من الله، وقوله تعالى: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} أي رجاع بالتوبة إلى الله تعالى، والظاهر أن ذلك صفة لسليمان #. وقيل: لداود فيجب شكر هذه النعمة.