تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية}

صفحة 92 - الجزء 4

  وقيل: شهران؛ لأن ذلك مدة إطعامها،: عن سعيد بن المسيب.

  وقيل: غدوة، وعشيا: عن ابن عباس، والربيع بن أنس، كأنه شبه شجرة تؤتي أكلها غدوة، وعشية.

  وقيل: كل ساعة من ليل أو نهار، كأنه شبه المؤمن في جميع أحواله بالشجرة المثمرة في جميع الأحوال،

  ولهذه الجملة ثمرتان:

  الأولى: بيان فضل المشبه من الإيمان، أو المؤمن، أو الشهادة، أو غير ذلك، وفي ذلك ترغيب إلى هذا الذي مثله الله تعالى بالطيب.

  والثمرة الثانية: تستخرج من لفظ الحين.

  وقد قال في الضياء: الحين الزمان يقع على القليل، والكثير وجمعه أحيان، فلو قال لعبده: أنت حر إذا مضى حين، أو قال لامرأته: أنت طالق إذا مضى حين، فإن كانت له نية عملت نيته، وإن لم: كان ذلك لمرور وقت يسير،. فإن كان ثمّ عرف أنه يريد به الزمان الطويل، فالطول: يطلق على السنة، والأربعين السنة، وعمر الدنيا، لكن يخرج من عمر الدنيا بقرينة الحال أنه ما أراده ويقع الطلاق بالموت؛ لأنه الطويل بالإضافة إلى عمره، ويجعل هذا تأويلا لكلام أهل المذهب وأصحاب أبي حنيفة: أنه إذا قال: أنت طالق إلى حين أنها تطلق بالموت؛ لأنه المعنى إذا مضى زمان طويل وهو مدة حياتي.

  قوله تعالى: {قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً}⁣[إبراهيم: ٣١]

  ثمرة ذلك: أنّه تعالى أمر بإقامة الصلاة، والمعنى: أنهم يديمونها على الوجه الشرعي.