وقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن}
  قيل: كانت جيوبهن واسعة، تبدوا منها نحورهن، وكن يسدلن الخمر من ورائهن فأمرن بسدلها من قدامهن للتغطية.
  وعن عائشة ^: ما رأيت خيرا من نساء الأنصار لما نزلت هذا الآية قامت كل واحدة منهن إلى مرطها المرجل فصدعت منه صدعة فاختمرت، فأصبحن كأن على رءوسهن الغربان.
وقوله تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَ}
  أي مواضع الزينة، ولم يفرق بين ما ظهر من الزينة وما خفي.
  قال في الكشاف: لأن سترها فيه حرج بالإضافة إلى ما ذكر؛ لأنها محتاجة إلى مداخلتهم ومخالطتهم، وأيضا قلقلة توقع الفتنة من جهاتهم، ولأن في الطباع نفرة عن مماسة القرائب، وتحتاج المرأة إلى صحبتهم في الأسفار للنزول والركوب، وقد تقدم بيان الزينة الظاهرة، - وهي الكحل، والخاتم، والحجل - على الخلاف في القدم.
  وأما الزينة الخفية فذلك -: كالسوار، والخلخال، والدملج، والقلادة، والإكليل، والوشاح، والقرط(١)، والمراد: مواضع هذه الزينة وذكر الزينة دون مواقعها للمبالغة في الأمر -؛ لأن هذه الزينة حال وقوعها على الجسد لا يحل النظر إليها للأجانب، فإذا لم يحل إليها فأولى أن لا تحل مواضعها.
(١) السوار معروف وهو ما يوضع في اليد، والخلخال في القدم، والدملج: المعضد من الحلي، والقلادة على الصدر، والوشاح قال في القاموس المحيط ج: ١ ص: ٣١٥ الوشاح: بالضم والكسر كرسان من لؤلؤ وجوهر منظومان يخالف بينهما معطوف أحدهما على الآخر وأديم عريض يرصع بالجوهر تشده المرأة بين عاتقها وكشحيها والقرط: أراد به حلقة القرط وهي الخرص. لسان العرب ج: ١١ ص: ٥٩٥ والإكليل: شبه عصابة مزينة بالجواهر والجمع أكاليل على القياس ويسمى التاج إكليلا وكلله أي ألبسه الإكليل تمت.