تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون}

صفحة 109 - الجزء 4

سورة النحل⁣(⁣١)

  

  قوله تعالى: {وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ}⁣[النحل: ٥]

  الأنعام: تطلق على الأزواج الثمانية، وأكثر ما تقع على الإبل.

  والدفء: ما يلبس من صوف، أو وبر، أو شعر.

وقوله تعالى: {وَمَنافِعُ}

  يدخل ما ينتفع به من نسل، أو لبن، أو ركوب، أو حمل.

  وثمرة الآية: جواز ما امتن الله تعالى به من الأنعام من الأكل عند التذكية، ولباس ما يكون من أصوافها، وكذلك لبنها، وركوب ما يركب، والحمل على ما يحمل، وإنما خصها بالأكل وغيرها تؤكل كالدجاج، والبط، والصيود؛ لأن أكلها هو المعتمد عليه وغيرها يجري مجرى التفكّه ويدخل في عموم إباحة الأكل جواز أكل الجلّالة هذا مذهب الأئمة، وأبي حنيفة، ومالك، والشافعي.

  وقال ابن حنبل، والثوري: يحرم.

  قلنا: هذا مخالف لهذه الآية، ولقوله تعالى: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ


(١) فيها من الآي ٣٦.