تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}

صفحة 393 - الجزء 1

  المدينة حتى شاور السعود⁣(⁣١) - سعد بن عبادة⁣(⁣٢)، وسعد بن معاذ⁣(⁣٣) - فأشاروا عليه بترك ذلك، وهو لا يعزم إلا على ما يجوز.

  وقوله تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} قال القاضي، وقواه الحاكم: المراد أحسنوا في الإنفاق، ولا تسرفوا، ولا تقتروا لاتصاله بما قبله {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} المعنى: يريد إثابتهم.


(١) السعود: هم أسعد بن زرارة، وسعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، كلهم من الأنصار، رواه أبو إسحاق الشيرازي في المهذب، وخطأه النووي في قوله: السعود؛ لأن أسعد بن زرارة مات قبل الخندق، ولم يكن الشاهد له إلا السعدان سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وهما الذي شاور النبي ÷ في الصلح بثلث ثمار المدينة، والقصة مشهورة في مضانها. (ح / ص).

(٢) سعد بن عبادة: هو سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي، الساعدي، المدني، الجواد ابن الجواد، وابنه قيس كذلك، اسلم ¥ في بيعة العقبة الكبرى، في السنة الثالثة في ذي الحجة، وجاء معه ثلاثة وسبعون من الأنصار، وجعله ÷ أحد النقباء، ولما قدم ÷ لم يزل سعد يأتي بطعامه سنين، ولما مات رسول الله ÷ أراده الأنصار للخلافة، وأخرجوه ليبايعوه، والقصة مشهورة، ولم يبايع أبا بكر، ولا عمر، وتوفي سنة ستة عشر بحوران، من اعمال الأردن بالشام، وذلك أنه بال في جحر فخر ميتا، وسمع صوت في داره بالمدينة يقول:

قتلنا سيد الخزرج ... سعد بن عبادة

رميناه بسهمين ... فلم نخط فؤاده

وكان اعتزل بحوران، وله قبر بقرب دمشق، شاع عند العامة أنه قبر سعد بن عبادة، فيحتمل أنه نقل من حوران إلى هناك.

(٣) سعد بن معاذ هو: سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس، الأوسي، الأنصاري، صحابي من الأبطال، سيد الأوس، وحامل لؤائهم يوم بدر، وممن ثبت يوم أحد، توفي سنة خمس للهجرة، على أثر جرح أصابه يوم الخندق. ح / س.