وقوله تعالى: {وهم راكعون}
  وثمرة الآية: تأكيد موالاة المؤمنين، والبعد عن موالاة الكفار، وبيان فضل من نزلت فيه، وأنه يجوز إخراج الزكاة في الصلاة، وينوي، وكذا نية الصيام في الصلاة تصح، وان الفعل القليل لا يفسد الصلاة، وهذا مأخوذ من سبب نزولها لا من لفظها، ومتى قيل: إن عليا # لم تجب عليه زكاة؟
  قلنا: إن صح ما ذكر أنها نزلت فيه كان أولى بالصحة، وأنها قد وجبت عليه.
  قال في الغياصة: إن قيل: قد روى أنه كان من ذهب، والذهب محرم على الرجال؟
  أجيب بأن ذلك كان في صدر الإسلام ثم نسخ، أو أن هذا من خواص علي #، ومتى قيل: قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} لفظ جمع فكيف يخاطب به الواحد إذا حمل على علي #.
  قال: في الكشاف جيء به على لفظ الجمع، وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله(١).
  وقوله تعالى: {وَهُمْ راكِعُونَ} هذا الواو للحال، لذا يفعلون ذلك في حال ركوعهم، والركوع للخشوع والتواضع، فتكون صلاتهم وزكاتهم في حال التواضع.
  وقيل: ذلك حال من يؤتون الزكاة في حال ركوع الصلاة.
  قال في الكشاف: لأن عليا # طرح خاتمه وكان مرجا في خنصره فلم يتكلف عملا كثيرا.
(١) ولما قال: {وَلِيُّكُمُ} ولم يقل: اولياؤكم؛ للتنبيه على أن الولاية لله على الأصالة، ولرسوله وللمؤمنين على التبع. بيضاوي.