تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين}

صفحة 10 - الجزء 4

  قوله تعالى: {رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}⁣[يونس: ٨٥]

  قال الحاكم: دلت على حسن السؤال بالنجاة من الظلمة.

  قوله تعالى: {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ}⁣[يونس: ٨٧]

  قيل: معناه مصلى، وكانوا خائفين، وفي ذلك دلالة على جواز كتم الصلاة عند الخوف.

  قوله تعالى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ}⁣[يونس: ٨٨]

  ظاهر الكلام أن موسى ~ دعا عليهم بأمرين:

  أحدهما: طمس الأموال.

  والثاني: شدة القلوب؛ لئلا يؤمنوا، والدعاء أقسام:

  الأول: أن يسأل الله تعالى النجاة من الظلمة والكفار، وكفاية شرهم، وهذا جائز، بلا إشكال، وقد دل عليه قوله تعالى: {رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} وغير ذلك.

  الثاني: الدعاء بالنصرة على الكفار، وذلك جائز، وقد دل على ذلك قوله تعالى في سورة البقرة: {وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ}.

  والثالث: الدعاء بنزول المضرة الدنيوية، كقوله تعالى في دعاء موسى #: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ} وهذا في حق الأنبياء جائز؛ لأنه لا يكون إلا بإذن من الله تعالى.