تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {حتى تستأنسوا}

صفحة 424 - الجزء 4

  وعن محمد بن الحنفية: أريد بذلك بيوت مكة، وعن الضحاك:

  الخربة التي يأوي إليها المسافر، والمتاع الأثاث.

  وقيل: متاعهم النزول فيها: عن أبي علي.

  تكملة لهذه الجملة:

  قوله تعالى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} في معناه وجوه:

  الأول: أنه من الأنس الذي هو خلاف الاستيحاش؛ لأنه إذا أذن له أنس.

  الثاني: أنه من الاستئناس الذي هو الاستعلام من: أنس الشيء إذا أبصره، والمعنى: حتى تستعلموا هل يؤذن لكم أم لا؟

  الثالث: أنه من الأنس، وهو أن يتعرف هل ثم أنس.

  وقوله تعالى: {وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها} قيل: في ذلك تقديم وتأخير، والمعنى حتى تسلموا على أهلها وتستأنسوا.

  وقيل: في مصحف ابن مسعود (حتى تسلموا وتستأذنوا).

  وقيل: معناه: تستأذنوا بأن تسلموا فتقولوا: السّلام عليكم، أأدخل، وقواه الحاكم.

  وقيل: تستأنسوا، فإن أذن فسلموا.

  قال جار الله: وعن ابن عباس وسعيد بن جبير: إنما هو حتى تستأذنوا، فأخطأ الكاتب، قال: ولا يعوّل على هذه الرواية، وفي رواية أبيّ (حتى تستأذنوا).

  قال الحاكم: واختلفوا في التسليم، فقيل: هو ندب، وقيل: هو فرض عين، وقيل: فرض كفاية.

  قال الأمير في (الروضة والغدير): المذهب أنه يندب؛ لأنه لا دلالة على الوجوب.