تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {أولئك مبرؤن مما يقولون}

صفحة 419 - الجزء 4

  وعن أبي علي: المراد الخبيثات من النساء، وهن الزواني للخبيثين من الرجال وهم الزناة.

  قال أبو مسلم: وهذا كما تقدم في قوله تعالى: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً}.

  قال أبو علي: ثم نسخ هذا، وقيل: هذا صفة للعن، والمراد أن اللعن يستحقه في الدنيا والآخرة الخبيثون، والطيبات صفة للرحمة لا يستحقها إلا الطيبون.

  وقوله تعالى: {أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ} يعني عائشة، وصفوان بن المعطل؛ لأنهم أفكوه، وكان من صالحي المسلمين.

  وقيل: كان حصورا لا يأتي النساء، ومات بعد ذلك شهيدا {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} يعني الجنة.

  وعن عائشة ^ لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهنّ امرأة، لقد نزل جبريل # بصورتي في راحته حين أمر رسول الله ÷ أن يتزوجني، ولقد تزوجني بكرا وما تزوج بكرا غيري، ولقد توفي وإن رأسه في حجري، ولقد قبر في بيتي، ولقد حفته الملائكة في بيتي، وإن الوحي لينزل عليه في أهله فيتفرقون عنه، وإن كان ينزل عليه وأنا معه في لحافه، وإني لابنة خليفته وصديقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبة عند طيب، ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما.

  قال في الكشاف: ولقد برأ الله أربعة بأربعة، برأ يوسف # بلسان الشاهد {وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها}⁣[يوسف: ٢٦] وبرأ موسى من قول اليهود فيه بالحجر الذي ذهب بثوبه، وبرأ مريم بإنطاق ولدها # في حجرها {إِنِّي عَبْدُ اللهِ}⁣[مريم: ٣٠] وبرأ عائشة ^ بهذه الآيات العظام في كتابه المعجز، المتلو على وجه الدهر بهذه المبالغات، وفي ذلك إبانة وإظهار على منزلة رسول الله ÷ الذي هو سيد ولد آدم.