تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين}

صفحة 127 - الجزء 4

  وما تعلق بالمأذون فله شبه بالحر في شيء من الأحكام وهي صحة بيعه، وشبه بالعبد وهو أنه لا يملك حقيقة.

  وقد استدل بهذه الآية: على أن العبد لا يملك وإن ملّك؛ لأنه تعالى شبهه بالأوثان وهي الحجارة، وهي لا تملك، ووصفه تعالى بأنه لا يقدر على شيء فلو ملك لكان قادرا، وهذا مذهبنا وأبي حنيفة.

  وقال مالك وقول للشافعي: إنه يملك إذا ملّك.

  وقد احتج بهذه الآية من قال: إنه لا يملك؛ لأن الله تعالى مثله بالحجارة، وهي لا تملك والحجة من طريق القياس أظهر؛ لأنه لو ملك لثبتت له أحكام الملك من لزوم الحج والنكاح.

  وقد ذكر في ذلك صور:

  منها: إذا مات رجل وله ابن أو غيره عبد فإنه لا يرثه. قال أبو جعفر: ذلك إجماع إلا عن طاوس.

  ومنها: إذا ملّك رجل عبدا لغيره عينا فإنه لا يملكها عندنا وأبي حنيفة.

  وعن مالك وأحد قولي الشافعي: يملك.

  قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ}⁣[النحل: ٨٠]

  هذه: دلالة على جواز استعمال صوف الأنعام وجلودها في الحضر والسفر باستعمال الخيام والقباب، ونحو ذلك.

  ولهذا تابع وهو أن يقال: تخصيص هذا بالذكر لا يدل على تحريم ما