تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر}

صفحة 507 - الجزء 5

  وعن سعيد بن جبير: لقيت شريحا القاضي فقلت: أين تريد؟ فقال:

  أريد الكناسة وهي موضع بالكوفة، فقلت: وما تصنع بها؟ قال: انظر إلى الإبل كيف خلقت.

  قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}⁣[الغاشية: ٢١ - ٢٢]

  ثمرة ذلك: وجوب الدعاء والأمر بالمعروف وأما قوله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} قيل: معناه بمكره أو بمجبر، لكن اختلفوا فقيل: هذا منسوخ بآية السيف، والاستثناء منقطع، أي لكن {مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} فإن الله يعذبه.

  وقيل: ليس بمنسوخ، والمراد ويقاتل.

  وقيل: هو كقوله تعالى: {وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ}⁣[ق: ٤٥] والاستثناء متصل أي إلا من كفر فإنك تقاتله. وقيل: القتال ليس بإكراه.

سورة الفجر

  

  قوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ كَلَّا}⁣[الفجر: ١٥ - ١٦].

  قيل: نزل ذلك في أمية بن خلف امتحنه الله بالنعمة، فظن أن ذلك إكرام له وتعظيم له، ولم يشكر، وضاق عليه رزقه فظن أنه أهانه، فقال: أهانني، واستخف بي، فردعه الله تعالى عن ذلك بقوله: {كَلَّا}.

  وثمرة ذلك وجوب الاعتقاد بأن الرزق قلته ليس بإهانة من الله فقد يضيق على المؤمن لمصلحة، وكثرته ليس بإكرام من الله فقد يوسع على الكافر لمصلحة.