تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله}

صفحة 388 - الجزء 3

قوله تعالى: {وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}

  هذا لفظه الخبر، والمراد به الأمر بالإعلام لئلا ينسب المسلمون إلى الخيانة والنكث، فيعلم المشركون بالنبذ.

  وقيل: الإعلام من الله ورسوله للمسلمين ليستعدوا للجهاد.

وقوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ}.

  قيل: نزل الاستثناء في حي من كنانة لم ينقضوا، أو كان قد بقي من مدتهم تسعة أشهر فأمر بإتمامها، وهذا يدل أنه يجب الوفاء بالعهد إلا لأحد الأمور الثلاثة.

  وقوله تعالى: {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} اختلف في هذا اليوم فقيل: أراد به يوم عرفة، وهذا مروي عن علي، وابن عباس، وعمر، وعطاء، ومجاهد، وابن الزبير، وابن الحنيفة، وطاوس.

  وروي أنه ÷ خطب يوم عرفة وقال: «هذا يوم الحج الأكبر».

  وروي أن علي # قرأ على الناس هذه البراءة يوم عرفة.

  وقيل: إنه يوم النحر، وذلك رواية ثابتة عن علي، وابن عباس، وهو مروي عن سعيد بن جبير، وعبد الله بن أبي أوفى، وإبراهيم، ومجاهد، وعبد الله بن شداد، وقيس بن عباد⁣(⁣١)، والشعبي، والسدي، وابن زيد.


(١) قيس بن عباد بضم العين، وتخفيف الباء الموحدة، هو بصري روى عن علي، وعمر، وأبي بن كعب، وروى عنه الحسن البصري. جامع الأصول.