تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}

صفحة 29 - الجزء 2

  يعتاد من حسن المعاشرة، من غير تعنيف. وقوله تعالى: {وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} قيل: في الحق، وقيل: بما فضّل من الشهادة، والجهاد، والميراث، والطلاق، والرجعة، والتزوج عليها، والعقل، والقيام عليها.

  خبر رواه في الثعلبي بالإسناد إلى رسول الله ÷ «أنه قال: خيار الرجال من أمتي خيرهم لنسائهم، وخير النساء من أمتي خيرهن لأزواجهن، يرفع لكل امرأة منهم كل يوم وليلة أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله صابرين محتسبين، وتفضل إحداهن على الحور العين كفضل محمد ÷ على أدنى رجل منكم، وخير النساء من أمتي من تأتي مسرة زوجها في كل شيء يهواه ما خلا معصية الله تعالى، وخير الرجال من أمتي من تلطف⁣(⁣١) بأهله لطف الوالدة بولدها، يكتب لكل رجل منهم في كل يوم وليلة أجر مائة شهيد، قتلوا في سبيل الله صابرين محتسبين، فقال عمر: يا رسول الله، وكيف يكون للمرأة أجر ألف شهيد، ويكون للرجال أجر مائة شهيد، قال: أو ما علمت أن المرأة أعظم أجرا من الرجل، وأفضل ثوابا» في خبر طويل.

  قوله تعالى: {الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ}⁣[البقرة: ٢٢٩]

  النزول

  روي أن امرأة أتت عائشة فشكت أن زوجها يطلقها⁣(⁣٢) ويسترجعها مضارة لها، وكان الرجل في الجاهلية يطلق امرأته ثم يراجعها قبل انقضاء العدة، ولو طلقها ألف مرة، ولم يكن للطلاق حد، فذكرت عائشة ذلك للنبي ÷ فنزل: {الطَّلاقُ مَرَّتانِ} فجعل الطلاق ثلاثا.


(١) في نسخة (من يلطف لأهله).

(٢) في نسخة (فشكت زوجها أنه يطلقها).