تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها}

صفحة 238 - الجزء 4

  أما استثمار استحباب الخشوع والبكاء فذلك ظاهر، وفي الحديث عنه ÷: «اتلوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا».

  وعن صالح المري ¥: قرأت القرآن على رسول الله ÷ في المنام فقال: «يا صالح هذه القراءة فأين البكاء».

  وعن ابن عباس: (إذا قرأتم سجدة سبحان الله فلا تعجلوا في السجود حتى تبكوا، وإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه).

  وعنه ÷: «إن القرآن نزل بحزن، فإن قرأتموه فتحازنوا» هكذا في الكشاف قال فيه: وقالوا: يدعو في سجود التلاوة بما يليق بآيتها، فإذا قرأ آية تنزيل السجدة قال: اللهمّ اجعلني من الساجدين لوجهك، المسبحين بحمدك، وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك.

  وإن قرأ سجدة سبحان الله قال: اللهمّ اجعلني من الباكين إليك، الخاشعين لك.

  وإن قرأ هذه الآية قال: اللهمّ اجعلني من عبادك المنعم عليهم المهتدين، الساجدين لك، الباكين عند تلاوة آياتك.

  والمذهب يسبح فيها بما يسبح في سجود الصلاة.

  قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها}⁣[مريم: ٧١]

  استحسنّا ذكر ما قيل في ذلك بيانا لما اشتبه.

  وقد اختلف علماء التفسير في المراد فقيل: هذا يختص بالمشركين فيكون المعنى بيّنا. وهذا مروي عن عكرمة، والأصم، والقاضي.

  وقوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا}⁣[مريم: ٧٢] ابتداء وليس بعطف، أي ننجيهم من الدخول، نظيره: