تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم}

صفحة 210 - الجزء 5

  وقيل: حتى تنقطع الحرب بنزول عيسى # فيسلم كل يهودي ونصراني، عن مجاهد.

  وقيل: حتى يعبد الله ولا يشرك به عن الحسن.

  وقيل: حتى يسلموا أو يسالموا عن الكلبي، وحتى قد جعلت غاية لما قبلها من الضرب والشد، والمن والفداء على قولنا، والشافعي.

  والمعنى: افعلوا هذه الأشياء حتى تضع الحرب أوزارها عموما.

  وأما عند أبي حنيفة فهي غاية لهذه الأشياء إلى أن تضع الحرب أوزارها في يوم بدر، وعموما إن فسرنا المن بترك القتل والاستعباد وأخذ الجزية، وفسرنا الفداء بالمفاداة بأسرى المسلمين، وأن علق (حتى) بالقتل والأسر دون المن والفداء، فالمعنى: فاقتلوهم وأسروهم حتى لا تبقى شوكة للمشركين.

  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ}⁣[محمد: ٦]

  قيل: معنى: {عَرَّفَها} أي: طيبها، من العرف وهو طيب الرائحة، ومن كلام جار الله، عزف كنوح القمارى، وعرف كفوح القمارى يعني بالعزف: الصوت للملاهي، ويعني بالعرف: الريح، وعود قمارى منسوب إلى قمار وهي بلد في الهند⁣(⁣١).

  وقيل: {عَرَّفَها} بمعنى: أعلمهم بها.

  وعن مقاتل: إن الملك الذي وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه فيعرفه كل شيء أعطاه الله تعالى.


(١) معنى الأول صوت كصوت القمارى وهو الطائر المعروف، والثاني أن الريح مثل ريح العود المنسوب إلى قمارى بلد بالهند تمت