قوله تعالى: {فقل لن تخرجوا معي أبدا}
  الأول: أن الوفاء بالعهد واجب إذا تعلق العهد بواجب، والعهد إن حمل على اليمين بالله، فذلك ظاهر، وإن حمل على النذر ففي ذلك تأكيد لما أوجب الله تعالى.
  الثاني: أن الوفاء بالعهد لازم إن وعد بالواجب، والوفاء بالوعد بالتبرع يستحب، وفي الحديث عنه # -: «يعرف المنافق بثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».
  الثالث: أن للإمام أن يفعل مثل ذلك لمصلحة أي: يمتنع من أخذ الواجب إذا حصل له وجه يشابه الوجه الذي حصل في قصة ثعلبة.
قوله تعالى: {فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً}
  قيل: هذا أمر له ÷ بنهيهم عن الخروج لما علم الله ما في خروجهم من المفسدة، وهذا دليل أن من علم منه الخساسة والإرجاف فإنه يمنع؛ لأن خروجه مضرة، وقيل: ذلك خبر عن حالهم.
قوله تعالى: {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ}
  النزول
  قال في الكشاف: روي أن رسول الله ÷ كان يقوم على قبور المنافقين ويدعو لهم، فلما مرض رأس النفاق عبد الله بن أبيّ بعث إليه ليأتينه، فلما دخل عليه قال: «أهلكك حب اليهود» فقال: يا رسول الله بعثت إليك لتستغفر لي لا لتؤنبني، وسأله أن يكفنه في شعاره الذي يلي جلده ويصلي عليه، فلما مات دعاه ابنه حباب إلى جنازته فسأله عن اسمه