تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فذكر إن نفعت الذكرى}

صفحة 504 - الجزء 5

  الوجه الثالث: أن في رواية المؤيد بالله في الأمالي في ركعتي الفرقان أنه يقول في السجود: سبحان ربي الأعلى، وقد ذكر بعض المفرعين أن الهدوي إن سبح بتسبيح المؤيد بالله لم يسجد للسهو؛ لأن ذلك قد ورد في الأثر، وأشار إليه في تعليل الشرح، وأن المؤيدي إن سبح بتسبيح الهدوي سجد للسهو.

قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى}

  قال العلماء ¤: إن رسول الله ÷ مأمور بالتبليغ والتذكير، نفعت الموعظة أم لا؛ لأن في ذلك ازاحة للعلة،

  فيقال: لم شرط هنا إن تنفع الذكرى؟ وأجيب بوجوه:

  الأول: ذكره الزمخشري أن هذا بعد أن بلغ واستفرغ مجهوده في تذكيرهم، وما ازدادوا إلا عتوا فتحسر ÷ على ذلك، فقيل له بعد ذلك تسلية له، وتهوينا عليه: {وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ}⁣[ق: ٤٥] {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ}⁣[الزخرف: ٨٩]، {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى}.

  الجواب الثاني: ذكره جار الله وغيره: أن هذا ذم لهم كما يقال للواعظ: عظ المكاسين إن سمعوا منك استبعادا لذلك، وأنه لن يكون.

  وقيل: إن ذلك ليس بشرط، وإنما هو إخبار بأنه ينفع لا محالة، وأنه بمعنى إذ.

  وقيل: ذلك حث على القبول، كما يقول الناصح لغيره: قد نصحت لك إن قبلت. وعن أبي مسلم: إن رجوت.

  وأما غير الرسول فلا يجب التذكير والوعظ، إلا إذا ظن أو جوز التأثير لا إذا عرف بعلم أو ظن أنه لا يؤثر.

  قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}⁣[الأعلى: ١٤ - ١٥].