قوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}
  قوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[النساء: ٦٥]
  النزول:
  قيل: نزلت في شأن المنافق واليهودي اللذين تحاكما إلى رسول الله، ولم يرض المنافق بحكم رسول الله، وقيل: نزلت في الزبير، والأنصاري اللذين تشاجرا في شراج من الحرة(١).
  وفي الكشاف: في الزبير وحاطب ابن أبي بلتعة(٢) اختصما في شراج(٣) من الحرة كان يسقيان به النخيل، فقال: اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك.
  وروي: (فإذا رويت فأرسل الماء إلى جارك)، فغضب حاطب وقال: لأن كان ابن عمتك(٤).
  وروي: لا يمنعك أن تحكم بيننا بالحق وإن كان ابن عمتك، فتغير
(١) تفسير الطبرسي، والشرج بكسر الشين جمع شرج: ميل الماء من الحرة إلى السهل، والحرة موضع معروف، أرض ذات حجارة سود نخرة كأنما أحرقت بالنار.
(٢) قيل: هذا سهو، فإن حاطب أجل من أن يصدر منه مثل هذا الكلام، ويغضب رسول الله ÷ لأنه كان بدريا، وكان حليفا للزبير، وهو حاطب بن راشد اللخمي، فلا خلاف إذا أنه لم يكن أنصاريا، ورواية البخاري ومسلم أن الذي خاصم الزبير رجل من الأنصار.
(٣) في الصحاح: الشرح بالإسكان مسيل ماء من الحرة إلى السهل، والجمع شراج، وشروج. (ح / ص)
(٤) الكشاف (١/ ٥٣٩)، البخاري (٥/ ٢٦)، مسلم (٤/ ١٨٣٠)، زاد المسير (٢/ ١٢٣).