تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم}

صفحة 427 - الجزء 2

  أن يكون معطوفا على صلة {الَّذِينَ}، والمعنى: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ} الذين {جاؤُكُمْ} قد {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}⁣(⁣١).

  قال: والوجه العطف على الصلة لقوله تعالى: {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ} فجعل تركهم القتال سببا لترك التعرض لهم، فعلى الوجه الأول الواصل فريقان، وعلى الثاني الواصل فريق واحد.

  وفي قراءة أبي: (جاءوكم) بغير واو عطف، ويكون بيانا ل {يَصِلُونَ}، أو بدلا، أو صفة بعد صفة، فهذه أقوال في معنى الآية بناء على أنه لا نسخ في الآية، بل تحمل على من له عهد، أو على المؤمنين⁣(⁣٢).

  وقيل: هي منسوخة بآية السيف⁣(⁣٣)، وأنكر الأصم النسخ.

  وإنما يكون النسخ إذا حملت على كافر لا عهد له، وإذا حملت الآية على كلام أبي علي وأبي مسلم دلت على أن الجهاد يسقط بالأعذار⁣(⁣٤).

  قوله تعالى: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}⁣[النساء: ٩١]

  المعنى: بيّن الله تعالى طائفة أخرى صفتهم النفاق، وطلب إرضاء المؤمنين والكفار ليأمنوا الجميع.


(١) الكشاف (١/ ٥٥١) مع اختلاف بسيط عن ما هنا، ولعل المؤلف أخذ بالمعنى.

(٢) الكشاف (١/ ٥٥٢)، القرطبي (٥/ ٣١٠).

(٣) الناسخ والمنسوخ للنحاس ص (١٤)، الناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلاكة ص (١١٢)، نواسخ القرآن ص (١٣٣)، زاد المسير (٢/ ١٥٩)، تفسير الطبرسي (٤/ ٢٠١ - ٢٠٢)، تفسير ابن كثير (١/ ٨٤٣)، الخازن (١/ ٤٠٨).

(٤) نفس المصدر.