تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم}

صفحة 67 - الجزء 5

  المعنى: أن زيد بن حارثة أنعم الله عليه بالإسلام، وأنعمت عليه بالعتق، وأنه لما تزوج بزينب بنت جحش ووقفت معه أياما فأراد طلاقها، وقال: إنها تكبر عليّ وتؤذيني بلسانها، فقال له ÷: «امسك عليك زوجك» قيل: هذا أمر إباحة وإرشاد لا أمر إيجاب، وذلك أن رسول الله ÷ لما رآها وقع في نفسه موقعا لها وقال: «سبحان مقلب القلوب» ففطن زيد لذلك فطلقها، وكان من خواص رسول الله أن الامرأة إذا وقعت في قلبه بموقع وجب على زوجها طلاقها، فلما طلقها زوّجها الله من رسوله.

  وقوله تعالى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ}⁣[الأحزاب: ٣٧]

  قيل: أخفى رسول الله ÷ رغبته فيها؛ لئلا يطلقها زيد لأجله، وقيل: أخفى محبتها، وقال له: أمسكها، وقيل: هذا خطاب لزيد، أي: يخفي طلاقها والله مبديه.

  قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ}⁣[الأحزاب: ٣٧]

  قيل: لما تزوجها قال المنافقون: تزوج محمد حليلة ابنه وهو ينهى عنه، وكان يقال: زيد بن محمد لما رباه رسول الله ÷، فنزل قوله: {ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ}⁣[الأحزاب: ٤٠] وقال تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ}⁣[الأحزاب: ٥] فسمي بعد ذلك زيد بن حارثة، ولما أراد # زواجتها قال: «ما اسمك»؟ قالت: برة، فسماها زينب.