تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {أولئك لهم نصيب مما كسبوا}

صفحة 449 - الجزء 1

  ولا تطيقه»، هلا قلت: اللهم {رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ} دعا الله بها فشفاه، قال فيه: وروي أنهم قالوا لأنس بن مالك: ادع لنا، فقال: اللهم {رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ} قالوا: زدنا فأعادها، فقالوا: زدنا، فقال: ما تريدون قد سألت الله تعالى لكم خير الدنيا والآخرة.

  قال أنس: وكان رسول الله ÷ يكثر أن يدعو بها.

  وعن سفيان الثوري: {فِي الدُّنْيا حَسَنَةً} الرزق الطيب والعلم {وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} الجنة.

  وعن ابن عباس قال: عند الركن اليماني ملك قائم مذ خلق الله السموات والأرض يقول آمين، فإذا مررتم به فقولوا: {رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ}.

  وقال ابن جريج: بلغني أنه كان يؤمر أن يكون أكثر دعاء الرجل في الموقف {رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ}.

  ففي هذه الآية الكريمة دلالة على استحباب الدعاء بها، وقد قال الهادي #: يستحب الدعاء بها عند الإستلام في الطواف.

  وقوله تعالى: {أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا} يعني: أولئك الداعون بالحسنتين لهم نصيب من جنس ما كسبوا من الأعمال الحسنة، والثواب⁣(⁣١): هو المنافع الحسنة لهم نصيب منه.

  أو المراد {مِمَّا كَسَبُوا} أي: من أجل ما كسبوا، كقوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا}⁣[نوح: ٢٥].


(١) لفظ الكشاف (وهو الثواب).