تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم}

صفحة 186 - الجزء 5

سورة الزخرف

  

  قوله تعالى: {لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ}⁣[الزخرف: ١٣]

  قال في عين المعاني هذا فيه معنى الأمر.

  قال: جار الله ومعنى ذكر نعمة الله: أن يذكروها في قلوبهم معترفين بها مستعظمين لها، ثم يحمدوا عليها بألسنتهم، وهو ما يروى عن النبي أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال: «بسم الله فإذا استوى على الدابة قال الحمد لله على كل حال {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ}⁣[الزخرف: ١٣ - ١٤]».

  وكبر ثلاثا وهلل ثلاثا.

  وقالوا: إذا ركب السفينة، قال: {بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}⁣[هود: ٤١].

  وعن الحسن بن علي ® أنه رأى رجلا ركب دابة.

  فقال: {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا}. فقال: أفبهذا أمرتم؟ فقال: فبم أمرنا؟ قال: تذكروا نعمة ربكم، وكان قد أغفل التحميد فنبهه عليه.

  وقال في عين المعاني قال ÷: «ما من أحد من أمتي استوى على ظهر دابته فيقول كما أمره الله تعالى إلا غفر الله له».

  وكان ÷ إذا ركب قال هذا، وكبر ثلاثا، وهلل ثلاثا.