تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة}

صفحة 521 - الجزء 4

  آل عمران: {وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}⁣[آل عمران: ١٥٩] وقال تعالى في سورة حم عسق: {وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ}⁣[الشورى: ٣٨] وفي فعلها نظر وتدبير؛ لأن الحرب تحتاج إلى ذلك، وقد جعل التدبير شرط في الإمام، والأمير، وهو أن يكون الأكثر من الرأي الإصابة.

  قوله تعالى: {وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ}⁣[النمل: ٥٤]

  إلى آخرها، وقد تقدم ما يتعلق بذلك من الأحكام.

  قال الحاكم: وتكرير هذه القصة؛ لأن القرآن نزل في ثلاث وعشرين سنة، ولأنها تتضمن من عجائب الفصاحة ما يدل على الإعجاز.

  قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى}⁣[النمل: ٥٩]

  قيل: هو متصل بما قبله فأمر بحمد الله على هلاك الكفار، وأن يسلم على من اصطفاه، وعصمه من الذنوب.

  وقيل: إنه متصل بما بعده من الآيات الدالة على وحدانيته، أمره أن يفتتح كلامه بحمد الله، والتسليم على أنبيائه، والمصطفين من عباده، ثم يتلو عليهم ما يتلو بعد ذلك.

  قال جار الله: وفيه تعليم حسن، وتوقيف على أدب جميل، وبعث على التيمن بالحمد والسّلام، والتبرك بهما، والاستظهار بهما على قبول ما يلقى، وقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابرا عن كابر هذا الأدب أمام كل علم، وقبل كل خطبة، وتبعهم المترسلون في كتبهم في الفتوح والتهاني، والحوادث التي لها شأن.