تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولكن كونوا ربانيين}

صفحة 184 - الجزء 2

  قوله تعالى: {وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ}⁣[آل عمران: ٧٩]

  الرباني: منسوب إلى الرب، وهو الشديد التمسك بدين الله، وطاعته).

  وعن محمد بن الحنفية # أنه قال حين مات ابن عباس: «اليوم مات رباني هذه الأمة».

  وعن الحسن: {رَبَّانِيِّينَ} فقهاء علماء. وقيل: علماء معلمين.

  وكانوا يقولون: الشارع الرباني، العالم، العامل، المعلم.

  ثمرة ذلك: جواز هذه النسبة، والترغيب في الأمر بالخيرات.

  قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ}⁣[آل عمران: ٨٥]

  النزول

  روي عن ابن عباس أن أهل الكتاب لما اختصموا في أمر إبراهيم #، وزعمت كل فرقة أنها على دينه، فاختصموا إلى رسول الله ÷ فقال: «كل الفريقين بريء من دينه فغضبوا، وقالوا: لا نرضى بحكمك، ولا نأخذ بدينك» فنزلت.

  وعن عكرمة: أن قوما من المشركين قالوا: نحن المسلمون فنزل: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}⁣[آل عمران: ٩٧] فقعدوا عنه، فنزل: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً}.

  ثمرة ذلك: أن من عدل عن دين الإسلام هلك.

  قال الحاكم: والعدول عنه يكون بالردة، والزيادة والنقصان