تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {توفني مسلما وألحقني بالصالحين}

صفحة 71 - الجزء 4

  وأهل البوادي فيهم الجهل والقسوة.

  وفي الحديث عنه #: «إن الجفاء والقسوة في الفدادين» وقد تقدم ما قيل في قوله تعالى: {الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً}⁣[التوبة: ٩٧] وقال تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى}.

  وعن الحسن: ما بعث الله نبيا من البادية، ولا من الجن، ولا من النساء، ففي هذا دليل على حسن النقلة عن البوادي إلى القرى.

  قوله تعالى: {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}⁣[يوسف: ١٠١]

  اختلف المفسرون هل هذا من يوسف صلّى الله عليه تمن للموت أم لا؟

  فقيل: ليس ذلك بتمن للموت، بل التمني يعلق بأن يتم إسلامه إلى موته فيموت على الإسلام، كما قال يعقوب لبنيه: {وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

  وقيل: بل ذلك كان تمنيا للموت.

  وروي: أن ميمون بن مهران بات عند عمر بن عبد العزيز فرآه كثير البكاء والمسألة للموت فقال له: صنع الله على يديك خيرا كثيرا، أحييت سننا، وأمت بدعا، وفي حياتك خير وراحة المسلمين، قال: أفلا أكون العبد الصالح لما أقر الله عينه وجمع له أمره قال: {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.

  قال النواوي في الأذكار: يكره أن يتمنى الموت لضر نزل به، لما رواه البخاري ومسلم عنه ÷: «لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهمّ أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي».