تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لأعذبنه عذابا شديدا}

صفحة 519 - الجزء 4

  ولأنه إذا كان تقيا ينفعهما بدعائه، وشفاعته، ودعاء المؤمنين لهما إذا دعوا له، وقالوا: رضي الله عنك وعن والديك، ولم يثبت جر الولاء نزلا ولا عرضا للإجماع.

  قوله تعالى: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً}⁣[النمل: ٢١]

  إن قيل: من أين جاز له عذابه وقد أجمعوا على أنه غير مكلف؟

  فقد أجيب بوجهين:

  الأول: أن ذلك لمصلحة كما أباح الله تعالى ذبح البهائم.

  الثاني: أنه يشبه تأديب الصغير، ولهذا قال ÷: «مروهم لسبع واضربوهم عليها العشر» والنبي والإمام كالولي في تأديب غير المكلف لتتم المصلحة، وهي تسخير الحيوانات له⁣(⁣١)، وكذا يجوز ضرب البهائم المعتاد، وقد كان لبعير رسول الله ÷ برة في أنفه.

  قوله تعالى: {إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}⁣[النمل: ٢٩ - ٣٠] قيل: وصفه بالكرم لأنه مختوم وقد قال ÷: «كرم الكتاب ختمه».

  وعن ابن المقفع⁣(⁣٢): من كتب إلى أخيه كتابا ولم يختمه فقد استخف به.


(١) أو يقال معه من الإلهام ما يعرف به أنه مسخر لسليمان وأنه إن خالف عذب ويكون خاصا لسليمان # تمت.

(٢) ابن المقنع نسخة تمت.