تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وعشرا}

صفحة 65 - الجزء 2

  بقوله: {فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَ} وأبو حنيفة احتج بهذا على أن للمرأة أن تعقد النكاح، وفيه ما تقدم⁣(⁣١).

  القراءة الظاهرة {يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} بضم الياء، وروي في قراءة علي⁣(⁣٢) # (يَتَوفّون) بفتحها، أي: يتوفون أعمارهم.

  قال الزمخشري: والذي يحكى أن أبا الأسود الدؤلي كان يمشي خلف جنازة فقال له رجل: من المتوفّي بكسر الفاء؟ قال: الله. وأن ذلك كان أحد الأسباب الباعثة لعلي # على أمره أنه يضع كتابا في النحو - تناقضه هذه القراءة⁣(⁣٣).

  وقوله تعالى: {وَعَشْراً} قيل: أراد عشر ليال؛ لأن لفظه مؤنث، وهذا محكي عن الأوزاعي، وأطلقه في مهذب الشافعي.

  وقيل: إنها أيام، وإنما جاء بلفظ التأنيث تغليبا له من حيث أنه يبتدأ به في التاريخ؛ لأن الليلة أول الشهر، وإلا فلا بد من مجموع الليالي والأيام في العشر، ونظير هذا قوله تعالى: {إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً}⁣[طه: ١٠٣] وحكي عن الفراء: صمنا عشرا من رمضان.

  وقد قال جار الله ¥: هي عشرة أيام، وإنما قال:


(١) في قوله تعالى: {وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَ}.

(٢) وفي الكشاف، والتهذيب مثله، ونسبا القراءة إلى الإمام علي #.

(٣) قوله: (تناقضه هذه القراءة) هو خبر قوله: (والذي يحكى أن أبا).

قال في حاشية العلوي: وذكر صاحب المفتاح أن المسئول هو علي #، لا أبا الأسود، وأنه لم يقل: فلان، بل قال: الله - كما هنا - ردا لكلامه، مخطيا إياه، منبها له بذلك على أنه كان يجب أن يقول: من المتوفى؟ بلفظ المفعول، يريد أن السائل لم يكن بليغا حتى يدرك المعنى الدقيق من هذا اللفظ فما استحق الجواب لذلك. حاشية علوي. (ح / ص).