تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا}

صفحة 213 - الجزء 2

  وقوله تعالى: {كُنْتُمْ} قيل: إنها زائدة، والمعنى: أنتم.

  وقيل: كنتم في اللوح المحفوظ. وقيل: كنتم في الذكر في من تقدم من الأمم

  وقيل: بمعنى صرتم.

  وقوله تعالى: {أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} صلة. وقيل: بمعنى: أظهرت، والناس صلة.

  وقيل في سبب نزولها: إنها نزلت في عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، وقد قال لهم مالك بن أبي الصيف، ووهب بن يهوذا اليهوديان: نبينا خير من نبيكم، وديننا أفضل مما تدعوننا إليه.

  قوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا}⁣[آل عمران: ١١٢]

  أي: ألزموا ذلك، وقيل: أنزلت عليهم، وجعلت محيطة بهم، مأخوذ من ضرب الخيمة، وهي واردة في اليهود حين أنّبوا من أسلم منهم، كعبد الله بن سلام، وأصحابهم.

  وثمرتها: إلزامهم الإهانة، وقد ورد إيجاب الجزية عليهم، وإلزامهم الدنانير، وإلجاؤهم إلى المضيق من الطريق، وعدم ابتدائهم بالسلام، وأن لا يرفعوا بناءهم على المسلمين، على ما ذكره بعض العلماء، ولا يؤذن لهم بفتح الطاقات⁣(⁣١) للاستراحة ونحو ذلك.

  وقوله تعالى: {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ}⁣[آل عمران: ١١٢]

  قال جار الله ¦: المعنى ضربت عليهم الذلة في عامة


(١) وفي نسخة (الطيقان) والمراد بها النوافذ، وهذا على لغة اليمن. جمع طاقة.