تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة}

صفحة 36 - الجزء 5

  قال في الشفاء: وعن الشيخ أبي الحسين البصري أنه روى أن رجلا قال يا رسول الله: قد جعل لي رزق في الغناء فعسى أن تأذن لي فيه، فقال ÷: «لا تفعل، فإن عدت إليه لأنهبن مالك» وروي: «لأمرن من ينهبن مالك» واختار الحظر، وقد وردت أخبار تدل على الإباحة، فحملها أهل المذهب على أن ذلك على طريق الحداء، ونشيد الأعراب.

  واعلم أنه يلزم على تفسير الزمخشري بالمضحكات والأباطيل، أنه لا يجوز الاشتغال بنحو ما يعتاده كثير من الفرّاع من الروايات الباطلة عن الحيوانات كما يقال: حديث الشاة والبقرة، وكثير ما في كتاب كليلة ودمنة، وكثير مما في كتاب المغفلين، وكذا ما وضع في صفة الأصوات المختلفة في العيدان، وأن لكل صوت ضربة نحو ما وضع في كتاب الأغاني أن لا يتناول، وقد جعل أهل المذهب الاشتغال بالغناء قدحا في العدالة.

  وقال الإمام [يحيى] في كتاب الانتصار أنه يوجب الفسق، وقد ذكر في الشعر المذموم أنه الأبيات المقصرة المرققة، والتغزل بالصور الحسنة المستخفة للعقل، وينبغي الاحتياط عن كثير مما يعتاد في المساجد من النشيد المرفق خشية أن يكون داخلا في اسم الغناء، ولهذا تكميل وهو أن يقلل إذا كان يحصل بالغناء وأنواع السماع ترغيب للمجاهدين، أو بالمزمار الذي يعتاد مع الطاسات إرهاب على العدو، وهل يباح ذلك كما أبيح ذبح الحيوانات التي لا يحل أكلها من الغنيمة إذا كان لم يمكن حملها، وكما روي عن المرتضى في صيد النسور ليريش المجاهدون نبالهم بريشها أو لا يباح ذلك؟

  قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ}⁣[لقمان: ١٢]

  قال في التهذيب: روي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وأكثر المفسرين أنه لم يكن نبيا.