تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {من بعد الصلاة}

صفحة 220 - الجزء 3

  المسيب، وعبيدة السلماني، ويحيى بن يعمر، ومجاهد، وقيل: من أقاربكم، وجعل الأقارب أولى؛ لأنهم أعلم بأحوال الميت وبالأصلح له، وهم له أنصح، وهذا مروي عن الحسن، وعكرمة وعبيدة، وقوله: {أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} قيل: لفظة أو للتفصيل لا للتخيير، واختلف ما أراد بالغير فقيل: أراد من غير ملتكم، وهذا مروي عن ابن عباس، وأبي موسى، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وشريح، وإبراهيم، وعبيدة، وابن سيرين، ومجاهد، وابن زيد، وأبي علي.

  وقيل: من غير عشيرتكم عن الحسن، والزهري وعكرمة، وابن شهاب، والأصم، وقوله تعالى: {فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ} التقدير وكنتم قد أوصيتم إليهما ودفعتم المال إليهما، فاتهمهما الورثة بالخيانة، وقوله: {تَحْبِسُونَهُما} يعني: أن الحكم في ذلك أن تستوقفوهما، وهذا خطاب للورثة، أي: تستوقفون الشاهدين، وقيل: الوصيين، على حسب الاختلاف في قوله: {مِنْكُمْ}.

  قال ابن عباس: وهذا في الكفار، فأما المسلمون فلا يمين عليهم.

  وقوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ} قيل: صلاة العصر، عن شريح، وسعيد بن جبير، وإبراهيم، وقتادة، لأن ذلك الوقت وقت اجتماع الناس، وقيل: وقت صلاة الظهر أو العصر لتعظيم الصلاة، وهو مروي عن الحسن، وقيل: لأن أهل الحجاز كانوا يقعدون للحكم بعدهما.

  قال جار الله: وفي حديث بديل (لما نزلت صلى رسول الله ÷ صلاة العصر ودعا بعدي، وتميم فاستحلفهما عند المنبر فحلفا، ثم وجد الإناء بمكة، فقالوا: إنا شريناه من عدي، وتميم).

  وقيل: هي صلاة أهل الذمة، وهم يعظمون صلاة العصر⁣(⁣١).


(١) الكشاف ١/ ٦٥٠.