تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث}

صفحة 108 - الجزء 5

  الفضلاء العاملين، وهو حي القاضي العالم العابد محمد بن حمزة | فإنه أراد سماع كتاب التذكرة فأراد المسموع عليه أن يقصده إلى مسجده أو، إلى مسجد يقرب منه، فكره ذلك وقال: أحب أن يكون لي أثر في طلب العلم، وكان يأتي من مسجده بصرحة السود إلى مسجد النزاري، وذلك بصعدة - حرسها الله بالصالحين - اللهم اجعلنا من الراغبين في ثوابك، الخاشين لعقابك.

  قوله تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ}⁣[يس: ١٤]

  قيل: هما رسولان لعيسى صلّى الله عليه، والثالث شمعون، وكان ملك أنطاكية لما حبسهما جاء شمعون فخالط حاشية الملك حتى اتصل به وخالطه، فلما أنس به نصحه، فآمن وكان يدخل معهم إلى آلهتهم ويتعبد لله، ويوهم أنه منهم، وفي هذا دلالة على جواز كتمان الإيمان والإيهام بأنه على الكفر، كما قلنا في رسول أهل الكهف.

  وقيل: هم رسل الله تعالى، وصححه الحاكم لأنه الحقيقة.

  قال: وفي ذلك دلالة على جواز نبيين وأنبياء في وقت واحد، فإن قيل: فيلزم مثل هذا في الأئمة؟

  قلنا: من جوز ذلك فلا سؤال، ومن منع قال: منع الخبر، وهو قوله ÷: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما».

  قوله تعالى: {وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى}⁣[يس: ٢٠]

  وهو حبيب بن إسرائيل النجار، وهو ممن آمن برسول الله ÷، ولما سمع بالرسل وكان يعبد الله في غار خرج إليهم وقال: {يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} فقتله قومه.