تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا}

صفحة 510 - الجزء 4

  قوله تعالى: {وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا}⁣[الشعراء: ٢٢٤ - ٢٢٧]

  قيل: تتبعهم الشياطين: عن ابن عباس.

  وقيل: غواة قومهم.

  وقيل: الرواة.

  وقيل: كفار الجن والإنس.

  وقوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ}

  قيل: أراد الوادي حقيقة.

  وقيل: أراد المذاهب المختلفة، ومنه قوله ÷ لعائشة: «أنت في واد وأنا في واد».

  وقوله: {يَهِيمُونَ} تشبيها بالبهائم في كل شعب من القول، واعتسافهم وقلة مبالاتهم في النطق، ومجاوزة القصد، حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة، وأشحهم على حاتم، ويبهتوا البريء ويفسقوا التقي، ولما سمع سليمان بن عبد الملك قول الفرزدق:

  فبتن بجانبي متصرعات ... وبت أفض أغلاق الختام

  فقال: وجب عليك الحد، فقال: يا أمير المؤمنين، قد درأ الله عني الحد بقوله: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ}.

  قال في المعاني: وتصلف أبو محجن الجمحي في شعره بشرب الخمر فأراد عمر حده فقال: كذبت وصدق الله {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ} فخلا سبيله، وهذا يوافق قول الفقهاء: إن إقرار الهازل لا يصح.