تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم}

صفحة 122 - الجزء 1

  صغيرة في حق آدم #؛ لأنه أقدم بشبهة، وهو توهم أن المنهي عنه نفس العين لا الجنس.

  وقيل: نهي تنزيه، وهذا النهي كان شريعة لآدم #، والمعلوم من شريعة نبييئنا ÷ إباحة ذلك.

  قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}⁣[البقرة: ٣٧]

  ثمرة هذه الآية الكريمة:

  عظم هذه الكلمات وفضلها؛ لأنه تعالى جعلها ماحية للخطيئة، ورتب عليها التوبة على آدم #.

  واختلف ما هي؟ فقيل: هي قوله: {قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ}⁣[الأعراف: ٢٣] وهذا مروي عن الحسن، وقتادة، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير⁣(⁣١)، والأصم، وصحح هذا.

  وقيل: هي سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

  وحكي عن ابن مسعود: أن أحب الكلام إلى الله ما قاله أبونا آدم


(١) سعيد بن جبير بن هشام الأسدي، مولى بني والية، بطن من أسد بن خزيمة، الكوفي، قال في الطبقات: هو أحد أعلام التابعين، روى عن ابن مسعود، وابن عباس، وخلق، وعنه سلمة بن كهيل، وأيوب، وثقه المؤيد بالله، وعده السيد صارم الدين من ثقاة محدثي الشيعة، قال: خرج مع القراء على الحجاج، فقال له: لم خرجت؟ قال: لبيعة في عنقي، فقتله في شعبان سنة ٩٥ هـ وعمره خمس وأربعون سنة، وفي اللآلي: خرج مع الحسن بن الحسن، وقال ابن حجر: ثقة، ثبت، فقيه، من الطبقة الثالثة، وروايته عن عائشة، وأبي موسى ونحوهما مرسلة. (الجنداري).