تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة}

صفحة 337 - الجزء 4

  وقد ورد استحباب الدعاء بنحو اللهمّ آت محمدا الوسيلة والفضيلة ونحو ذلك، وقد ثبت حصول ذلك من غير الدعاء.

  قال جار الله: يجوز أن يسأل العبد ربه ما علم أنه يفعله، وأن يستعيذه⁣(⁣١) مما علم أنه لا يفعله؛ إظهارا للعبودية، وتواضعا لربه، وإخباتا له، واستغفاره ÷ إذا قام من مجلسه سبعين مرة أو مائة مرة لذلك.

  قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ}⁣[المؤمنون: ٩٦]

  أمر الله تعالى بالتمسك بالأخلاق الجميلة من العفو، والحلم، وأن من دعا إلى الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدأ أولا باللطف، واللين، وأن يتلقى السيئة بالصفح، والإحسان، وفي هذا مضاعفة الحسن، وهو أن يقابل القبيح بالجميل.

  وعن ابن عباس: (التي هي أحسن): شهادة أن لا إله إلا الله، والسيئة: الشرك.

  وعن مجاهد: السّلام تسلم عليه إذا لقيته.

  وعن الحسن: هي الإغضاء، والصفح، وقيل: المراد أخّر القتال بالموعظة.

  وقيل: أدفع أذاهم بمعاشرتك لهم، وقيل: ادفع باطلهم - ببيان الحجة - على لطف.

  واختلف المفسرون: هل الآية منسوخة أو محكمة؟

  فقيل: إنها منسوخة بآية السيف.


(١) في الكشاف يستعيذ به تمت.