قوله تعالى: {واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة}
  قال أبو مسلم: لكن ترك الإنكار لما ذكره الله تعالى في سورة طه حاكيا عن موسى # حيث قال: {ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ} فأنكر عليه ترك اتباعه، ولم يكن منه استخفافا بهارون؛ لأنه نبي، وهو أكبر منه سنّا، والاستخفاف بالنبي كفر.
  قال الحاكم: وتدل الآية على سقوط الأمر بالمعروف حال الخوف؛ لأنه قال: {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي} وتدل الآية على أن الغضب والأسف على نقصان الدين من المبتدع محمود، «تم كلامه».
  وفي الآية دلالة أنه يجوز الاحتراز عن الأمور التي تؤدي إلى شماتة الأعداء.
  قوله تعالى: {وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ}[الأعراف: ١٥٦]
  قال الحاكم: دل ذلك على حسن سؤال نعيم الدنيا، كما يحسن سؤال نعيم الآخرة، فإن قيل: إذا تكفل الله بذلك فما فائدة السؤال؟
  أجاب بأن في ذلك انقطاعا إلى الله، وأن المسئول زيادة التفضل.
  قال الحاكم: ويجوز أن يكون ذلك مشروطا بالدعاء ومصلحة عنده.
  قوله تعالى: {وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[الأعراف: ١٦٤]
  اختلف المفسرون في الذين قالوا: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ} هل هم من الناجين؟ أم من المعذبين؟ فقال الأكثر: هم من الناجين، وإنما