تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث}

صفحة 209 - الجزء 3

  كله؛ لأنه روي أنه ÷ أسري به من بيت أم هاني، وقد قال تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ}.

  وعن ابن عباس: الحرم كله مسجد. وروى أنه أسري به من المسجد⁣(⁣١).

  وقيل: إنه ما داخل الميقات؛ لأنه قد فسر قوله تعالى: {ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ} بأنه ما داخل الميقات، وجعل هذا لأهل المذهب.

  الحكم الثاني: جواز التجارة في سفر الحج، وأن الزمان المذكور والمكان لهما فضيلة؛ لذلك خصهما بالذكر.

  الحكم الثالث: أن التقليد سنة، لذلك خص المقلدات بالذكر، لكن عندنا أن ذلك عام للنعم جميعها، وهو قول الشافعي، لكن تقلد الغنم بما يخف عليها.

  وقال أبو حنيفة: التقليد للبقر والإبل، ولا تقلد الغنم.

  وقيل: أراد بالقلائد ما كان يفعل من تقلّد الحاج شيئا؛ لئلا يتعرض له، وهذا مروي عن قتادة.

  قوله تعالى: {قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}⁣[المائدة: ١٠٠]

  قد فسر الخبيث والطيب بالحرام والحلال، وصالح العمل وطالحه، وصحيح المذاهب وفاسدها، وجيد الناس ورديئهم فتحصل الثمرة، من


(١) وهذا هو الذي بني عليه، كما ذكره الزمخشري والحاكم، وهو الذي ينصرف إليه الذهن عند الإطلاق، فهو المراد بالخبر المذكور. (ح / ص).