تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقفة أخيرة

صفحة 22 - الجزء 1

وقفة أخيرة

  لا بد من كلمة أخيره نوجهها عبر هذا الكتاب للكتاب والمحققين الذين لا يرعون للإسلام حرمة، ولا لأهله عرضا، ولا كرامة، ونخص بالذكر أمثال أبي عبد الرحمن سيد العربي - ونسبته الضلال والانحراف إلى الزيدية في مقدمته على كتاب البحر الزخار (الطبعة الثانية دار الكتب العلمية) - الذين لا ينظرون للمسلمين إلا بمنظار أسود قاتم، ولا يطيقون حرية الرأي والرأي الآخر، يضللون الأمة، ويهتكون الأعراض، وينصبون أنفسهم قضاة وجلادين، بل يوصلون من يوافقهم إلى أبواب الجنة، ومن يخالفهم يحكمون عليه بالنار والضلال مخالفين كل القواعد التي بناها الإسلام.

  وليت أنهم يعتمدون في ذلك على مصدر صحيح، أو طريق علمي واضح، من مصادر من يخالفونهم، وإنما اعتمادا على كتّاب الفرق أمثال الشهرستاني، وعبد القاهر البغدادي المجمع على عدم اعتمادهم والوثوق بهم في كتاباتهم.

  ولقد استغفر الله وتاب إليه في آخر كلامه، فنرجو أن يكون كذلك، وإن لا يكون مصرا على معصيته، وافتراءاته على هذه الأمة، التي حل بها الهوان بسبب التفرق الذي ينشره أمثال سيد عربي، ونقول له: اتق الله في هذه الأمة، وحافظ على كرامتها، وصون أعراضها. فالمسلون اليوم بحاجة إلى التوحد، واحترام الآخرين أكثر من أي وقت