قوله تعالى: {يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر}
سورة المدثر
  
  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}[المدثر: ١ - ٧]
  هذه أوامر ستة، وثمرة ذلك يظهر في شرح المعنى.
  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} المدثر هو: لابس الدثار وهو: الثوب الذي فوق الشعار، والشعار هو: الثوب الذي يلي الجسد، ومنه قوله #: «الأنصار شعار، والناس دثار».
  قيل: هذه أول سورة نزلت من القرآن، وذلك أنه ÷ لما رأى جبريل # رجع إلى خديجة وقال: «دثروني، دثروني» فنزل جبريل وقال: {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}.
  وعن أبي هريرة: أول ما نزل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إلى قوله: {ما لَمْ يَعْلَمْ}. ولهذا ثمرات ذكرها الحاكم، وهو أنه يجوز(١) أن ينادى بغير اسمه مما لا استخفاف فيه.
  قال: وهذا منه تعالى تلطف، فأما غيره فلا يجوز أن يدعوه إلا بأحسن صفاته وأسمائه، فيقول: يا نبي الله، يا رسول الله.
  وقوله تعالى: {قُمْ فَأَنْذِرْ} يعني: قم من مضجعك، أو قم قيام عزم وتصميم، والمراد أنذر الكفار من عذاب الله إن لم يؤمنوا.
  ولهذا ثمرات وهي: وجوب الأمر بالمعروف، والتخويف من المخالفة بما أمكن.
(١) صواب العبارة (وهو أنه لا يجوز أن ينادى) الخ ليوافق ما يعد.