تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين}

صفحة 497 - الجزء 4

  الخامس: أنه يجب عليه التكلم لقوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}⁣[البقرة: ١٩٥] ولا خلاف أنه لا يكون عاصيا إن صان نفسه، ونطق بكلمة الكفر.

  قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}⁣[الشعراء: ٨٢]

  أي طمع يقين وهي الصغائر، وهي مغفورة، ويجوز طلب المغفرة انقطاعا إلى الله، وإن كان مغفورا له، لكن قيل: أراد صغائر غير معينة⁣(⁣١).

  وقيل: هي قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ}⁣[الصافات: ٨٩] وقوله: {قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ}⁣[الأنبياء: ٦٣] وقوله لسارة هي أختي، وقوله للكواكب: {هذا رَبِّي}⁣[الأنعام: ٧٦].

  قال الزمخشري: وليست بخطايا يجب منها الاستغفار، وما هي إلا معاريض، ويستثمر من ذلك جواز التعريض.

  قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}⁣[الشعراء: ٨٤]

  قيل: أراد ثناء حسنا؛ لأنه الحياة الثانية، قال الشاعر:

  قد مات قوم وهم في الناس أحياء

  وقيل: ولد صالح يعمل بقوله وهو محمد #.

  وقيل: أراد بقاء شريعته.

  ويستثمر: جواز الدعاء بهذه الأمور، وأنه يستحب افتتاح الدعاء بالتوحيد لقوله: {إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ}⁣[الشعراء: ٧٧].


(١) ظاهر كلام المتكلمين وجوب التوبة من الصغائر قال أبو العباس يجب عقلا وشرعا وقال المؤيد بالله سمعا فقط ذكر معنى ذلك في الدامغ وتذكرة الشيخ حسن تمت.