وقوله تعالى: {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم}
  وفي الكشاف: ويحكى عن الحسن أنه دخل داره وإذا خلفه من أصدقائه وقد استلوا سلالا من تحت سريره، وفيها الخبيص وأطايب الأطعمة وهم مكبون عليها يأكلون فتهللت أساير وجه سرورا وضحك وقال: هكذا وجدناهم، هكذا وجدناهم، يريد كبراء الصحابة.
وقوله تعالى: {فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ}.
  اختلف المفسرون في تفسير ذلك ففي الكشاف: المراد إذا دخلتم بيوتا من هذه البيوت المذكورة لتأكلوا فابدءوا بالسلام على أهلها الذين هم منكم دينا، وهذا مروي عن الحسن، أي: يسلم بعضكم على بعض.
  وقيل: المراد إذا دخلتم بيتا ليس فيه أحد فيقول الداخل: السلام علينا وعلى عباد الله الصحالين، وهذا مروي عن إبراهيم.
  وقيل: المراد إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلكم وعيالكم: عن جابر، وطاوس، والزهري، وقتادة، والضحاك، وابن عباس.
  وقيل: المراد إذا دخلتم المساجد فسلموا على من فيها.
وقوله تعالى: {تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ}.
  قيل: أراد ثابتة بأمره، ولأن التحية طلب السلامة والحياة من الله تعالى، ووصفها بالبركة والطيب؛ لأنه يرجى بها الخير، وطيب الرزق.
  وقيل: وصفها بذلك لحصول الأجر.
  وفي الكشاف: وعن أنس بن مالك قال: خدمت رسول الله ÷ عشر سنين، وروي تسع سنين فما قال لي لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا قال لي لشيء كسرته: لم كسرته؟ وكنت واقفا على رأسه أصب الماء على يديه فرفع رأسه فقال: «ألا أعملك ثلاث خصال تنتفع بها»؟
  قلت: بلى بأبي وأمي يا رسول، قال: «متى لقيت من أمتي أحدا فسلم عليه يطل عمرك، وإذا دخلت بيتك فسلم عليهم يكثر خير بيتك، وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأبرار الأوابين».