تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {سابقوا إلى مغفرة من ربكم}

صفحة 290 - الجزء 5

  وأما عبد الله فكان في بستان يشرب ويضرب بالعود فسمع قارئا يقرأ: {أَلَمْ يَأْنِ} فتاب.

  قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}⁣[الحديد: ١٨]

  هذا مبالغة في الحث على الصدقة كما تقدم.

  قوله تعالى: {سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}⁣[الحديد: ٢١]

  هذا أمر بالمبادرة إلى الأعمال المؤدية إلى المغفرة من الإيمان والطاعات.

  وثمرتها: لزوم المبادرة فورا بالتوبة من المعاصي، وذلك وفاق.

  وأما أداء الواجبات فمن قال: إنها للفوز جعلها حجة له، ومن قال إنها للتراخي جعل الأمر للندب؛ لأن العموم قد بطل وفاقا، وذلك بتأخير ما هو مؤقت.

  قوله تعالى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}⁣[الحديد: ٢٣ - ٢٤]

  ثمرة هذه الآية: لزوم الصبر على المصائب فلا تحزن على فائت، ولا تفرح بحاصل، وقبح الخيلاء والافتخار، والبخل بالواجب، والأمر بالبخل بذلك.