تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}

صفحة 361 - الجزء 3

  قال الإمام [يحيى بن حمزة #]: ويمنع الذمي من إحياء المعادن في دار الإسلام؛ لقوله تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} فإن بادر قبل المنع ملك، وعليه الخمس.

  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}⁣[الأنفال: ٤٥ - ٤٦].

  هذا أمر بخمسة أشياء:

  الأول: بالثبات وعدم الفرار عند ملاقاة العدو، وذلك ظاهر، وقد تقدم شرح ذلك؛ لأن في هذا إجمالا.

  الثاني: ذكر الله، قيل: أراد الدعاء بالإخلاص، وقد ورد عنه ÷ «أن من مواطن الإجابة الدعاء عند التقاء الجيوش».

  وفي الكشاف: المراد الاستنصار على العدو بالدعاء، بأن يقول: اللهم اخذلهم، اللهم اقطع دابرهم.

  وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أي: تظفرون بمرادكم من النصرة والمثوبة، وفي ذلك إشعار بأن العبد لا يفتر عن ذكر ربه، بأعظم شغل.

  وقيل: اذكروا ثواب الله في الجهاد، واذكروا عقابه للمخالفين ليكون لطفا لكم.

  وعن أبي علي الجميع مراد لله.

  وأما طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله - فالمراد فيما أمرهم الله، وأمرهم رسوله، وذلك عام، والتخصيص بالذكر في هذا المكان فيه تأكيد.